قبل عدة أيام وقعت في حيرة شديدة عندما قررت أن أنتقل من مقر عملي الحالي إلى مكان آخر ولكني لم أتوصل للحل الأصوب والأمثل عندما قررت ذلك القرار الذي لم أكن أعلم أصلا ماذا ستكون تبعاته علي، فاستعنت بالكثير ممن هم حولي وأخذت اسأل هنا وهناك علّني أجد إجابة شافية لما أنا مقدمة عليه، ولكن للأسف من استشرتهم بالأمر زادوا حيرتي ولم أتوصل لأي إجابة تخرجني من حيرتي تلك. حياتنا أشبه بحلقات مسلسل كل يوم أحداث جديدة مثيرة وواقعية.

في كل يوم وفي كل ساعة نقوم باتخاذ الكثير من القرارات منها ما يكون بسيطا ومنها ما يكون مصيريا ولكن ليس من السهل أن يكون لنا القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة. إن الفرد منا بلا شك عليه التفكير أولا حتى يستطيع التوصل إلى القرار السليم. إن اتخاذ القرار يعد عملية صعبة وعلى الفرد أن يتابع نتائج قراراته ليعدلها عند الحاجة. فعندما نعزم على أي أمر في حياتنا فإن هناك عدة خيارات تظهر لنا فنقوم بالاستعانة بغيرنا ليرشدنا أي من هذه الخيارات هو الأفضل لنا.

وبطبيعة الحال هذه القرارات تتفاوت أهميتها، منها ما هو مصيري وأيضا هناك قرارات لا نعبأ بها .

في أحيانا كثيرة نفكر أن نقوم بتغيير نمط معين من حياتنا ونحدث أنفسنا بذلك، وعندما نقدم على ذلك القرار ينتابنا ذاك الشعور غير المريح ونشعر أن ما قررناه قد يكون تسرعا لا مبرر له.

والقرارات كثيرة كقرار يتعلق بحياتك المهنية والعمل، تقرر أن تغادر أو تنتقل إلى إدارة أخرى أو مكان آخر أو حتى منطقة أخرى بعيدة.

في بداية كل ذلك هل درست جميع جوانب ذلك القرار المصيري؟ هل رتبت أوراقك وبحثت عن الأنسب فعليا لك؟ أم أنك اتخذت ذلك القرار في لحظات ضغط وكنت متسرعا باتخاذه؟

جميعنا يحب عمله وبالتأكيد نعلم جيدا كيف نصرف طاقاتنا في عمل ما نحبه لذلك لابد من أن نتعلم مهارة المرونة في اتخاذ القرار، لأن الإنسان بطبيعته لا يستطيع الإقدام على فعل أمر دونما قناعة أو سبب يدفعه للقيام بشيء ما.

مما لا شك به أن اتخاذ أي قرار في الحياة يعد أمر محوري وهام وذلك لأن ما تفعله اليوم يغير أفكارك وحياتك، لأن اتخاذ القرار لا يؤثر عليك فقط بل يؤثر على كل من حولك، لذلك يجب أن تنتبه للخطورة التي تترتب على اتخاذ قرارات غير مدروسة.

ودائما وابدا التراجع في بعض القرارات من تمام الحكمة وكمال العقل كما إن المضي قدما بأمر غير مدروس قد يكون أحيانا تهورا وحماقة.

ولكن يظل في النهاية ذلك المبدأ الذي طالما آمنت به وهو أن أي قرار قد تتخذه قد يكون صعبا في البداية، وذلك لأن كل البدايات هكذا يعتريها صعوبة وجهد ويصاحبها تردد وتخوف، ثم بعد فترة تنساب انسيابا، لذلك حاول أن تقدم على ما تريد وابدأ.